محمد صديق المنشاوي
سيدي صالح بن محمد بن العربي بن امحمد بن محمد بن صالح بن بلا بن صالح المنقوش السملالي، ينتهي نسبه من جهة الأب إلى الأسرة الوكاكية، وهو أحد فقهائنا الباحثين المعاصرين الذين تفتخر بهم قبيلة إداو سملال، ولد أوائل سنة 1397هـ - 1977م بمدشر إيكر إيحلِّيوْنْ، وفي سنة 1403 هـ - 1983م التحق بكتاب مسجد (أگني نزونتل) حيث تعلم القراءة والكتابة، وحفظ بعض السور القرآنية على يد إمام المسجد سيدي الحاج أحمد مستعيد التالبرجتي السملالي، ثم انتقل إلى مسجد قرية (تالیوا) بمنطقة (أزور أليلى) حيث يوجد أخواله فتابع فيه حفظ القرآن على سيدي مولود الأنامري السملالي، وبعد ثلاث سنوات عاد إلى مسقط رأسه فالتحق مجددا بمسجد (أكني نزونتل) فاستأنف فيه حفظ القرآن على يد إمام المسجد سيدي صالح السملالي من مدشر (تاوريرت أوعبد القادر(، ثم على يد الإمام سيدي أحمد الربعاتي البعقيلي، وعليه ختم القرآن لأول مرة، ثم انتقل إلى مسجد مدشر (تيقي) حيث قضى مدة في حفظ القرآن على يد سيدي إبراهيم المعزوزي السملالي، ثم رجع إلى مسجد (اگني نزونتل) فتابع فيه الحفظ على يد سيدي محمد التاوييتي، ثم التحق بمسجد (تاگضیشت نایت عباس(حيث أتقن حفظ القرآن الكريم، فأنهى بذلك المرحلة الأولى من حياته الدراسية لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة طلب العلوم الشرعية، ودراسة المتون، وتحصيل الفنون.
فالتحق سنة 1414هـ - 1993م بـ) ـمدرسة بومروان السملالية) فافتتح فيها المبادئ العلمية على الشيخ سيدي الحاج إبراهيم بن محمد أيت هماد الأمزیلی التملي - رحمه الله - وبعض مساعديه في التدريس خصوصا ولده سيدي الحاج محمد بن إبراهيم أيت هماد الذي كان ذراع والده اليمنى في المدرسة، ومساعده الأول في التدريس، وهكذا أقبل بجد ونهم شديد على الدراسة، فأخذ هناك جل الفنون العلمية، وتلقى أغلب المتون المقررة في التعليم العتيق الحر بسوس نحوا، وصرفا، ولغة، وفقها، وتفسيرا، وحديثا، وأصولا، وبيانا وغيرها ...
ثم بدا له أن يوسع دائرة الأخذ والطلب، ويكثر من شيوخه، وأن يضيف إلى ما أخذه من المدرسة المروانية فنون ومتونا أخرى، فانتقل لهذه الغاية سنة 1421هـ - 2000 م إلى مدينة بني ملال؛ حيث التحق بمؤسسة دار القرآن فأخذ فيها عن العلامة الشيخ سيدي عبد الله بن المدني جملة من الفنون، مثل أصول الفقه في "الورقات"، ونظم "مراقي السعود"، وتفسير القرآن وعلومه، وعلوم الحديث، وفقه الدعوة إلى الله.
وبعد سبعة أشهر راجع (مدرسة بومروان) فاستمر في الأخذ بها مع مساعدته للفقيه في وظيفة التدريس، وكان من بين الفنون التي أخذها في هذه الفترة فن المنطق؛ من خلال منظومة "السلم المرونق" للشيخ الأخضري.
وفي رمضان سنة 1422هـ - 2001م التحق بمدرسة أمسرا الإفرانية فأخذ فيها فن العروض، على أستاذها سيدي الحاج على الأكماري البعقيلي، فختم بذلك مشواره الدراسي، وأنهى مرحلة الأخذ والتعلم المستمرة نحوا من عشرين سنة.
وبعد تخرجه التحق بميدان الشرط؛ فاتجه إلى إقليم بني ملال حيث افتتح مشارطاته في المسجد الأعظم بـ (أولاد عياد) فقضى فيه تسعة أشهر، من جمادی الأولى 1424هـ - يوليوز 2003م؛ إلى 8 صفر 1425هـ - 26 مارس 2004م.
وفي يوم السبت 27 جمادى الآخرة 1425هـ - 14 غشت 2004م التحق بـ) مدرسة تاغزیفت) السملالية، وعين فيها أستاذا وفقيها مدرسا، فأعاد إليها الحياة من جديد، وعاد بها إلى عهودها الغابرة الزاهرة، وذلك بجده في تعليم الطلبة، وتلقينهم المعارف بطرق بيداغوجية مفيدة؛ زاوج فيها بين المحافظة على الأصالة، والاستفادة من المناهج التعليمية المعاصرة.
وفي يوم الثلاثاء 27 ذي القعدة 1432هـ 25 أكتوبر 2011م، غادر المدرسة التاغزیفتية إلى )مدرسة إلماتْن) الرسموكية فتابع فيها أداء مهمته التعليمية والتربوية والدعوية بحيوية وجدية ونشاط حتى يومنا هذا؛ بارك الله في شبابه وطموحه، ووفّقه في أداء مهمته، وأعانه على تبليغ رسالته، وبلغه فوق مراده، وجعله خير خلف لسلفه.
جميع الحقوق محفوظة لـ أكاديمية إرث الأنبياء.
الرجوع لأعلى الصفحة